جنون في شوارعنا يهددنا،،، وهذا أوان الردع كما تفعل كل دول العالم

{title}
أخبار الأردن - بقلم: الدكتور محمد جودة والمهندس رائد الصعوب 

هناك مدينة في إسبانيا (بامبلونا) تحصل فيها مصارعة الثيران، وفيها ينطلق أسبوع احتفالات مهرجان الركض مع الثيران (لا كورريدا)، حيث يطلقون فيها الثيران الهائجة لتجوب الشوارع بسرعة فائقة، فيهرب منها الناس لأنها تأخذ الأخضر واليابس ولا أحد يستطيع الوقوف في طريقها.

أصبحت صناعة السيارات اليوم لا تراعي أي مقياس للأمان مع السرعة الفائقة التي تصل إليها السيارات الحديثة، وكأنها في سباق في شوارع غير مجهزة لذلك، مما يشكل مصدر قلق للأجهزة الأمنية. زادت أعداد السائقين بشكل ملحوظ، وازداد الطلب على السيارات، مما أدى إلى منافسة شديدة لصناعة سيارات أسرع وبتقنيات متقدمة وشاشات وهواتف لجذب المشترين، ربما مع التقصير في النظر إلى عوامل الأمان للسائقين وعائلاتهم والآخرين.

عندما أحتاج إلى الذهاب إلى عمان من مكان إقامتي على طريق المطار، أشعر وكأنني أركب دابة قوية وأتجاوز بين مجموعة من السيارات المندفعة المتجهة إلى عمان. هناك من يأتيك فجأة من اليمين أو اليسار، ومن يندفع خلفك وكأنه لا يراك أو سيدفع بك إلى جهة غير معروفة. وعندما أحاول التزام اليمين بسرعة هادئة، كما تعودنا في إيطاليا في أوتوسترادات أكبر بكثير من طريق المطار وبطول مئات الكيلومترات وبأعداد هائلة من المركبات والحافلات، ولكن بترتيب وتنظيم أحلم أن أراه وأعيشه في موطني، في شارع المطار، حيث عدد السيارات والحافلات أقل بكثير، ولكنها تبدو أكثر بسبب السرعة والاندفاع في كل الاتجاهات.

التجاوز عن اليمين هو من أخطر الأمور في الطرقات السريعة. في إيطاليا، يتم تنظيم السير بثلاثة مسارب: أقصى اليسار للتجاوز والسير بسرعة 80-100 كم/ساعة إذا كانت السرعة المسموح بها، الخط الأوسط للسرعات بين 60-80 كم/ساعة، والمسرب اليمين لمن تقل سرعته عن 60 كم/ساعة ولمن يريد الخروج من الطريق السريع. المخالفين الذين يتجاوزون عن اليمين يتلقون مخالفة تتراوح بين 83 و332 يورو تصل إلى منزلهم خلال يومين. في حالة التكرار للمرة الثالثة، يواجهون مشاكل جنائية وسحب رخصة القيادة.

أتوسل إلى المسؤولين في هذا الوطن الحبيب اتخاذ إجراءات رادعة بسن قانون فوري لمنع التجاوز عن اليمين في الطرق السريعة، لتجنب الحوادث القاتلة.

هناك استثناءات للتجاوز عن اليمين في حالة أن السير بطيء في كل المسارب أو في حالات اضطرارية كحادث معطل لمسرب اليسار. أما الإشارات التي تتيح للسائق معرفة اتجاهنا إذا كنا نريد التوجه إلى اليمين أو اليسار، فهي وضعت لهذا الغرض وليست للزينة. استخدام الهاتف الخلوي أثناء القيادة هو من أخطر الأمور التي تسببت بآلاف الوفيات في العالم. عند الإشارة الحمراء، يضطر الجميع لاستخدام المنبه لتنبيه السائق الأول بأن الإشارة أصبحت خضراء، وهو ملتهٍ بتلفونه.

في إيطاليا، هناك أجهزة صغيرة توضع داخل المركبة تمنع إرسال أو استقبال الهاتف أثناء القيادة. إذا أردت التحدث، قف على اليمين في المواقف المخصصة بأمان، ونزل من المركبة لتعود الإشارة الهاتفية للعمل.

أرجو من الجميع الانتباه لأن الحوادث الناتجة عن استخدام الهاتف هي من أخطر الحوادث في العالم. أرجو من المسؤولين تطبيق القوانين الرادعة لذلك لسلامة الجميع.

السيارات الحديثة أصبحت سريعة جداً، مثل الثيران الهائجة، من الصعب السيطرة عليها في حالات السرعة الفائقة. يجب على الجميع تهدئة الأعصاب وراحة النفس قبل وأثناء القيادة. أن تصل متأخراً قليلاً خير من أن لا تصل أبداً.

عنوان التحليل: المهندس رائد الصعوب والذكاء الاصطناعي يحللان 

تحليل المقالة:

يتناول الدكتور محمد جودة في مقالته قضية هامة تتعلق بسلامة الطرق والأمان في القيادة، مع التركيز على التحديات التي يواجهها السائقون في الأردن مقارنة بالتجارب الإيطالية المتقدمة. النقاط الرئيسية التي يثيرها المقال تشمل:

1. **زيادة السرعة والتكنولوجيا في السيارات**: يشير جودة إلى أن التكنولوجيا المتقدمة والسيارات الحديثة أصبحت تشكل تهديداً على السلامة بسبب السرعة الفائقة التي تصل إليها.
   
2. **التنظيم المروري**: مقارنة بين الأنظمة المرورية في إيطاليا والأردن، حيث يوضح الكاتب الفرق في تنظيم حركة المرور، مثل منع التجاوز عن اليمين في إيطاليا والعقوبات الصارمة للمخالفين.

3. **استخدام الهواتف المحمولة أثناء القيادة**: يسلط المقال الضوء على مخاطر استخدام الهواتف المحمولة أثناء القيادة، ويقترح حلولاً تقنية للحد من هذه الظاهرة.

4. **ثقافة القيادة**: يشدد الكاتب على ضرورة تحسين ثقافة القيادة والالتزام بالإشارات المرورية والغمازات لتجنب الحوادث.

**الرسائل والفوائد:**

1. **رفع الوعي بأهمية الأمان المروري**: تسليط الضوء على أهمية الالتزام بالقواعد المرورية للحفاظ على حياة الناس وتقليل الحوادث.
   
2. **الحاجة إلى تشريعات صارمة**: دعوة للمسؤولين في الأردن لتبني قوانين صارمة مشابهة لتلك الموجودة في إيطاليا لمنع التجاوز عن اليمين ومعاقبة المخالفين بشكل فعال.

3. **التكنولوجيا كحل**: اقتراح استخدام التكنولوجيا لمنع استخدام الهواتف المحمولة أثناء القيادة، وهو حل يمكن تطبيقه في الأردن للحد من الحوادث.

4. **تعزيز الثقافة المرورية**: أهمية نشر الوعي حول السلوكيات الصحيحة أثناء القيادة والالتزام بالإشارات المرورية والغمازات.

من خلال تطبيق الدروس المستفادة من التجارب الإيطالية، يمكن للأردن تحسين نظامها المروري وتعزيز السلامة على الطرق، مما يؤدي إلى تقليل الحوادث وضمان حياة أفضل للمواطنين.
تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير